|
وَما أَحبَبتُ أَرضَكُم وَلَكِنأُقَبِّلُ إِثرَ مَن وَطِئَ التُرابا |
لَقَد لاقَيتُ مِن كَلَفي بِلُبنىبَلاءً ما أُسيغَ بِهِ الشَرابا |
إِذا نادى المُنادي بِاِسمِ لُبنىعَيَيتُ فَما أَطيقُ لَهُ جَوابا |
يُقَرُّ بِعَيني قُربُها وَيَزيدُنيبِها كَلَفاً مَن كانَ عِندي يَعيبُها |
وَكَم قائِلٍ قَد قالَ تُب فَعَصَيتُهُوَتِلكَ لَعَمري تَوبَةٌ لا أَتوبُها |
فَيا نَفسُ صَبراً لَستِ وَاللَهِ فَاِعلَميبِأَوَّلِ نَفسٍ غابَ عَنها حَبيبُها |
حَلَفتُ لَها بِالمَشعَرَينِ وَزَمزَمٍوَذو العَرشِ فَوقَ المُقسِمينَ رَقيبُ |
لَئِن كانَ بَردُ الماءِ حَرّانَ صادِياًإِلَيَّ حَبيباً إِنَّها لَحَبيبُ |
إِذا خَدِرَت رِجلي تَذَكَّرتُ مَن لَهافَنادَيتُ لُبنى بِاِسمِها وَدَعَوتُ |
دَعَوتُ الَّتي لَو أَنَّ نَفسي تُطيعُنيلَفارَقتُها مِن حُبِّها وَقَضَيتُ |
بَرَت نَبلَها لِلصيدِ لُبنى وَرَيَّشَتْوَرَيَّشتُ أُخرى مِثلُها وَبَرَيتُ |
فَلَمّا رَمَتني أَقصَدَتني بِسَهمِهاوَأَخطَأتُها بِالسَهمِ حينَ رَميتُ |
وَفارَقتُ لُبنى ضَلَّةً فَكَأَنَّنيقُرِنتَ إِلى العُيوقِ ثُمَّ هَوَيتُ |
فَيا لَيتَ أَنّي مِتُّ قَبلَ فِراقِهاوَهَل تَرجِعَن فَوتَ القَضِيَّةِ لَيتُ |
فَصِرتُ وَشَيخي كَالَّذي عَثَرَت بِهِغَداةَ الوَغى بَينَ العُداةِ كُمَيتُ |
فَقامَت وَلَم تُضرَر هُناكَ سَوِيَّةًوَفارِسُها تَحتَ السَنابِكِ مَيتُ |
فَإِن يَكُ تَهيامي بِلُبنى غَوايَةًفَقَد يا ذَريحَ بنَ الحُبابِ غَوَيتُ |
فَلا أَنتَ ما أَمَّلتَ فِيَّ رَأَيتُهُوَلا أَنا لُبنى وَالحَياةَ حَوَيتُ |
فَوَطِّن لِهُلكي مِنكِ نَفساً فَإِنَّنيكَأَنَّكَ بي قَد يا ذُرَيحَ قَضَيتُ |
كَأَنَّ القَلبَ لَيلَةَ قيلَ يَغدىبِلَيلى العامِرِيَةِ أَو يُراحُ |
قَطاةً عَزَّها شَرَكٌ فَباتَتتُجاذِبُهُ وَقَد عَلِقَ الجَناحُ |
أَلا لَيتَ أَيّامَ مَضَينَ تَعودُفَإِن عُدنَ يَوماً إِنَّني لَسَعيدُ |
سَقى دارَ لُبنى حَيثُ حَلَّت وَخَيَّمَتمِنَ الأَرضِ مُنهَلُّ الغَمامِ رَعودُ |
عَلى كُلِّ حالٍ إِن دَنَت أَو تَباعَدَتفَإِن تَدنُ مِنّا فَالدُنوُّ مَزيدُ |
فَلا اليَأسُ يُسليني وَلا القُربُ نافِعيوَلُبنى مَنوعٌ ما تَكادُ تَجودُ |
كَأَنِّيَ مِن لُبنى سَليمٌ مُسَهَّدٌيَظَلُّ عَلى أَيدي الرِجالِ يَميدُ |
رَمَتني لُبَينى في الفُؤادِ بِسَهمِهاوَسَهمُ لُبَينى لِلفُؤادِ صَيودُ |
سَلا كُلُّ ذي شَجوٍ عَلِمتُ مَكانَهُوَقَلبي لِلُبنى ما حَيِيتُ وَدودُ |
وَقائِلَةٍ قَد ماتَ أَو هُوَ مَيِّتٌوَلِلنَفسِ مِنّي أَن تَفيضَ رَصيدُ |
أُعالِجُ مِن نَفسي بَقايا حُشاشَةٍعَلى رَمَقٍ وَالعائِداتُ تَعودُ |
فَإِن ذُكِرَت لُبنى هَشِشتُ لِذِكرِهاكَما هَشَّ لِلثَديِ الدَرورِ وَليدُ |
أُجيبُ بِلُبنى مَن دَعاني تَجَلُّداًوَبي زَفَراتٌ تَنجَلي وَتَعودُ |
تُعيدُ إِلى رَوحِ الحَياةَ وَإِنَّنيبِنَفسِيَ لَو عايَنتِني لَأَجودُ |
تَعلَقَ رَوحي رَوحَها قَبلَ خَلقِناوَمِن بَعدِ ما كُنّا نِطافاً وَفي المَهدِ |
فَزادَ كَما زِدنا فَأَصبَحَ نامِياًفَلَيسَ وَإِن مُتنا بِمُنفَصِمِ العَهدِ |
وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلى كُلِّ حادِثٍوَزائِرُنا فيظ€َلمَةِ القَبرِ وَاللَحدِ |
يَكادُ حُبابُ الماءِ يَخدِشُ جِلدَهاإِذا اغتَسَلَت بِالماءِ مِن رِقَتِ الجِلدِ |
وَإِنِّيَ أَشتاقُ إِلى ريحِ جَيبِهاكَما اشتاقَ إِدريسُ إِلى جَنَّةِ الخُلدِ |
وَلَو لَبِسَت ثَوباً مِنَ الوَردِ خالِصاًلَخَدَّشَ مِنها جِلدَها وَرَقُ الوَردِ |
يُثَقِّلُها لُبسُ الحَريرِ لِلينِهاوَتَشكو إِلى جاراتِها ثِقَلَ العِقدِ |
وَأَرحَمُ خَدَّيها إِذا ما لَحَظتُهاحِذاراً لِلَحظي أَن يُؤَثِّرَ في الخَدِّ |
بِنَفسِيَ مَن قَلبي لَهُ الدَهرَ ذاكِرُوَمَن هُوَ عَنّي مُعرِضُ القَلبِ صابِرُ |
وَمَن حُبُّهُ يَزدادُ عِندِيَ جِدَّةًوَحُبّي لَدَيهِ مُخلَقُ العَهدِ داثِرُ |
وَدِدتُ مِنَ الشَوقِ الَّذي بِيَ أَنَّنيأُعارُ جَناحَي طائِرٍ فَأَطيرُ |
فَما في نَعيمٍ بَعدَ فَقدِكِ لَذَّةٌوَلا في سُرورِ لَستِ فيهِ سُرورُ |
وَإِنَّ اِمرَأً في بَلدَةٍ نِصفُ نَفسِهِوَنِصفٌ بِأُخرى إِنَّهُ لَصَبورُ |
تَعَرَّفتُ جُثماني أَسيراً بِبَلدَةٍوَقَلبي بِأُخرى غَيرَ تِلكَ أَسيرُ |
أَلا يا غُرابَ البَينِ وَيحَكَ نَبِّنيبِعِلمِكَ في لُبنى وَأَنتَ خَبيرُ |
فَإِن أَنتَ لَم تُخبِر بِشَيءٍ عَلِمتَهُفَلا طُرتَ إِلّا وَالجَناحُ كَسيرُ |
وَدُرتَ بِأَعداءٍ حَبيبُكَ فيهِمُكَما قَد تَراني بِالحَبيبُ أَدورُ |
فَإِن يَحجُبوها وَيَحُل دونَ وَصلِهامَقالَةُ واشٍ أَو وَعيدُ أَميرِ |
فَلَم يَمنَعوا عَينَيَّ مِن دائِمِ البُكاوَلَن يُذهِبوا ما قَد أَجَنَّ ضَميري |
إِلى اللَهِ أَشكوا ما أُلاقي مِنَ الهَوىوَمِن حُرَقٍ تَعتادُني وَزَفيرِ |
وَمِن حَرَقٍ لِلحُبِّ في باطِنِ الحَشاوَلَيلٍ طَويْلِ الحُزنِ غَيرِ قَصيرِ |
سَأَبكي عَلى نَفسي بِعَينٍ غَزيرَةٍبُكاءَ حَزينٍ في الوِثاقِ أَسيرِ |
وَكُنّا جَميعاً قَبلَ أَن يَظهَرَ الهَوىبِأَنعَمِ حالِ غَبطَةٍ وَسُرورِ |
فَما بَرِحَ الواشونَ حَتّى بَدَت لَهُمبُطونُ الهَوى مَقلوبَةً لِظُهورِ |
لَقَد كُنتِ هَسبَ النَفسِ لَودامَ وَصلُناوَلَكِنَّما الدُنيا مَتاعُ غُرورِ |
صَدَعتِ القَلبَ ثُمَّ ذَرَرتِ فيهِهَواكِ فَليمَ فَاِلتَأَمَ الفُطورُ |
تَغَلغَلَ حَيثُ لَم يَبلُغ شَرابٌوَلا حُزنٌ وَلَم يَبلُغ سُرورُ |
لَوَ أَنَّ اِمرَأً أَخفى الهَوى عَن ضَميرِهِلَمُتُّ وَلَم يَعلَم بِذاكَ ضَميرُ |
وَلَكِن سَأَلقى اللَهَ وَالنَفسُ لَم تَبُحبِسِرِّكِ وَالمُستَخبِرونَ كَثيرُ |
بِتُّ وَالهَمُّ يا لُبَينى ضَجيعيوَجَرَت مُذ نَأَيتِ عَنّي دُموعَي |
وَتَنَفَّستُ إِذ ذَكَرتُكِ حَتّىزالَتِ اليَومَ عَن فُؤادي ضُلوعي |
أَتَناساكِ كَي يُريغَ فُؤاديثُمَّ يَشتَدُّ عِندَ ذاكَ وَلَوعي |
يا لُبَينى فَدَتكِ نَفسي وَأَهليهَل لِدَهرٍ مَضى لَنا مِن رِجوعِ |
أُحِبُّكِ أَصنافاً مِنَ الحُبِّ لَم أَجِدلَها مَثَلاً في سائِرِ الناسِ يوصَفُ |
فَمِنهُنَّ حُبٌّ لِلحَبيبِ وَرَحمَةٌبِمَعرِفَتي مِنهُ بِما يَتَكَلَّفُ |
وَمِنهُنَّ أَلّا يَعرِضَ الدَهرُ ذُكرَهاعَلى القَلبِ إِلّا كادَتِ النَفسُ تَتلَفُ |
وَحُبٌّ بَدا بِالجِسمِ وَاللَونِظ€اهِرٌوَحُبٌّ لَدى نَفسي مِنَ الرَوحِ أَلطَفُ |
وَحُبٌّ هُوَ الداءُ العَياءُ بِعَينِهِلَهُ ذِكَرٌ تَعدو عَلَيَّ فَأَدنَفُ |
فَلا أَنا مِنهُ مُستَريحٌ فَمَيِّتٌوَلا هُو عَلى ما قَد حَيَيتُ مُخَفَّفُ |
فإِن تَكُ لُبنى قَد أَتى دونَ قَربِهاحِجابٌ مَنيعٌ ما إِلَيهِ سَبيلُ |
فَإِنَّ نَسيمَ الجَوِّ يَجمَعُ بَينَناوَنُبصِرُ قَرنَ الشَمسِ حينَ تَزولُ |
وَأَرواحُنا بِاللَيلِ في الحَيِّ تَلتَقيوَنَعلَمُ أَنّا بِالنَهارِ نَقيلُ |
وَتَجمَعُنا الأَرضُ القَرارُ وَفَوقَناسَماءٌ نَرى فيها النُجومَ تَجولُ |
إِلى أَن يَعودَ الدَهرُ سَلماً وَتَنقَضيتِراتٌ بَغاها عِندَنا وَذُحولُ |
وَلَقَد أَرَدتُ الصَبرَ عَنكِ فَعاقَنيعَلَقٌ بِقَلبي مِن هَواكِ قَديمُ |
يَبقى عَلى حَدَثِ الزَمانِ وَرَيبِهِوَعَلى جَفائِكِ إِنَّهُ لَكَريمُ |
فَصَرَمتِهِ وَصَحَحتِ وَهوَ بِدائِهِشَتّانَ بَينَ مُصَحَّحٍ وَسَقيمُ |
وارَبتِهِ زَمَناً فَعاذَ بِحِلمِهِإِنَّ المُحِبَّ عَنِ الحَبيبِ حَليمُ |
أُريدُ سُلُوّاً عَن لُبَينى وَذِكرِهافَيَأبى فُؤادي المُستَهامُ المُتَيَّمُ |
إِذا قُلتُ أَسلوها تَعَرَّضَ ذِكرُهاوَعاوَدَني مِن ذاكَ ما اللَهُ أَعلَمُ |
صَحا كُلَّ ذي وِدٍّ عَلِمتُ مَكانَهُسِوايَ فَإِنّي ذاهِبُ العَقلِ مُغرَمُ |
وَإِنّي لَمُفنٍ دَمعَ عَينِيَ بِالبُكاحِذارَ الَّذي قَد كانَ أَو هُوَ كائِنُ |
وَقالوا غَداً أَو بَعدَ ذاكَ بِلَيلَةٍفِراقُ حَبيبٍ لَم يَبِن وَهوَ بائِنُ |
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ مَنيَّتيبِكَفَّيكِ إِلّا أَنَّ ما حانَ حائِنُ |
قَد زارَني طَيفَكُم لَيلاً فَأَرَّقَنيفَبُتُّ لِلشَوقِ أُذري الدَمعَ تَهتانا |
إِن تَصرِمِ الحَبلَ أَو تُمسي مُفارِقَةًفَالدَهرُ يُحدِثُ لِلإِنسانِ أَلوانا |
وَما أَرى مِثلَكُم في الناسِ مِن بَشَرٍفَقَد رَأَيتُ بِهِ حَيّاً وَنِسوانا |
وَإِنّي لَأَهوى النَومَ في غَيرِ حينِهِلَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ |
تُحَدِّثُني الأَحلامُ أنّي أَراكُمُفَيا لَيتَ أَحلامَ المَنامِ يَقينُ |
شَهِدتُ بِأَنّي لَم أُحِل عَن مَوَدَّةٍوَإِنّي بِكُم لَو تَعلَمينَ ضَنينُ |
وَإِنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوىسِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلينُ |
بَكَيتُ نَعَم بَكَيتُ وَكُلُّ إِلفٍإِذا بانَت قَرينَتُهُ بَكاها |
وَما فارَقتُ لُبنى عَن تَقالٍوَلَكِن شِقوَةٌ بَلَغَت مَداها |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أجمل صوت فى الوجود | ضياء الروح | المواضيع الاسلامية | 1 | 01-27-2015 02:50 AM |
في مكة المكرمة تسليم كسوة الكعبة للعام 1432 هـ لبني شيبة | عبدالقادر حمود | المقدسات الاسلامية | 0 | 11-04-2011 12:08 AM |
أجمل ما قرأت | تواقة للجنة | ملتقى الأعضاء | 2 | 03-01-2010 06:11 PM |
أجمل ماقيل في حلب | نوح | ركن بلاد الشام | 5 | 04-20-2009 08:17 PM |
من أجمل ماقرأت | أبوانس | القسم العام | 2 | 09-30-2008 01:08 AM |
جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها