أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتدى الإحسان > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-2012
  #10
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,220
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي تفسير اوائل سورة يونس - تفسير الجيلاني

{ الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } * { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ ٱلْكَافِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ } * { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } * { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ }

{ الۤر } أيها الإنسان اللبيب، الرشيد، اللائق للرسالة العامة، والرئاسة الكلية الكاملة الشاملة على كافة البرايا { تِلْكَ } الآيات المنزلة في هذه السورة { آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } [يونس: 1] أي: بعض آيات الكتاب الإلهي الذي هو حضرة علمه ولوح قضائه، ناطقة بالصدق والصواب على مقتضى الحكمة المتقنة الإلهية، نازلة من عنده، لتصديقك وتأييدك يا أكمل الرسل في تبشيراتك وإنذاراتك، ونبوتك ورسالتك وإرشادك لأهل الغي والضلال.

{ أَكَانَ لِلنَّاسِ } الناسين بطلان هوياتهم { عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ } ألهمنا من محض فضلنا وجودنا { إِلَىٰ رَجُلٍ } ناشئ { مِّنْهُمْ } وظهر من جنسهم وبني نوعهم { أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ } المنهمكين في الغي والضلال بمقتضى أهوية هوياتكم الباطلة، وماهياتهم العاطلة، تعجباً ناشئاً عن محض الغفلة والنسيان، والإعراض عن الحق، والانحراف عن طريق التوحيد وجادة الإسلام { وَبَشِّرِ } منهم أهل المحبة والولاء؛ يعني: { ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } وأيقنوا برسالتك وإرشادك بوحدة ذات الحق واستقلاله في الوجود، وما يترفع عليه من الأسماء والصفات، والآثار المترتبة عليها، والشئون المتجددة بها { أَنَّ لَهُمْ } أي: بأن لهم { قَدَمَ صِدْقٍ } أي: إقدام صادق، وقدم راسخ ثابت في جادة التوحيد، وإرادة خالصة.

وصاروا { عِندَ رَبِّهِمْ } من السابقين المقربين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثم لمَّا ظهر أمر الرسالة وعلا قدره، وشاع دينه وكثر أتباعه { قَالَ ٱلْكَافِرُونَ } المصرون على الشرك والفساد من خبث طينتهم، وشدة بغضهم وشكيمتهم بعدما أبصروا منه خوارق عجزوا عنها، سيما القرآن الكامل في الإعجاز البالغ أعلى مراتب البلاغة: { إِنَّ هَـٰذَا } المدعي للنبوة والرسالة { لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ } [يونس: 2] ظاهر متفرد في فن السحر، وحيد في عصره فيه، ومن قرأ السحر أراد به القرآن المعجز لجمهور البلغاء مع توفر دواعيهم في معارضته، وصاروا من عجزهم بحيث لم يقدروا على إتيان أقصر آية منه.

وكيف يعارضون مع رسوله والكتاب المنزل من عنده سبحانه؟! { إِنَّ رَبَّكُمُ } أيها المؤمنون { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ } أي: قدر ببسط عكوس أسمائه، ومد أظلال أوصافه { ٱلسَّمَاوَاتِ } أي: العلويات التي هي الأعيان الثابتات { وَٱلأَرْضَ } أي: عالم الطبيعة القابلة للانعكاس منها { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } أي: ستة جهات؛ إذ يتوهم الامتداد والأبعاد، والأقطار فيها { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ } بلا توهم التراخي والزمان والمهلة، على ما يقتضيه لفظه " ثم " ، " بل " بلا أين وكيف وكم؟.

{ عَلَى ٱلْعَرْشِ } المعروش المبسوط من انعكاس أسمائه وأوصافه { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } أي: الحوادث الكائنة بالاستقلال { مَا مِن شَفِيعٍ } من المظاهر والمصنوعات { إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } وإمضاء مشيئته، وإنفاذ قضائه { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ } أي: الموصوف المتفرد، المتوحد في ذاته بالألوهية، المستقل في آثاره وتدبيراته بالربوبية { رَبُّكُمْ } أي: مربيكم وموجودكم { فَٱعْبُدُوهُ } حق عبادته حتى تعرفوه حق معرفته { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } [يونس: 3] وتتفكرون وحدة ذاته، وعظمة أسمائه وصفاته أيها العقلاء المجبولون على التفكر والتذاكر في آلاء الله ونعمائه؟!.

وكيف لا تتفكرون آلاءه؛ إذ { إِلَيْهِ } لا إلى غيره؛ إذ لا غير معه سبحانه في الوجود { مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } كما وعدكم بقوله:
{ ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ }
[يونس: 23]،
{ إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ }
[الغاشية: 25]،
{ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }
[الأنبياء: 35] إلى غير ذلك من الآيات.

{ وَعْدَ ٱللَّهِ } الذي لا يخلف ميعاده أصلاً { حَقّاً } ثابتاً لازماً بلا تغيير وتبديل، وكيف لا يكون وعده حقاً؛ إذ هو قادر على جميع المقدورات والمرادات، ومن كمال قدرته { إِنَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ } ويظهره من العدم إظهاراً إبداعياً بلا سبق مادة ومدة، ثم يعدمه؛ إظهاراً لقدرته أيضاً { ثُمَّ يُعِيدُهُ } في النشأة الأخرى لإظهار أسرار تكليفاته التي كلف بها عباده في النشأة الأولى { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بتوحيده، وصدقوا رسله { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } المأمورة من عنده بألسنة كتبه ورسله { بِٱلْقِسْطِ } والعدل القويم، وتفضل على من تفضل عنايته منه { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله، وأشركوا له شيئاً من مظاهر { لَهُمْ } في يوم العرض والجزاء، بعدما يحاسبوا { شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } بدل ما يتلذذون بالأشربة المحرمة في النشأة الأولى { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } [يونس: 4] بالله، ويكذبون رسله؛ عناداً وإصراراً، وكيف يكفرون بالله أولئك الحمقى، العمي، الهالكون في تيه الغفلة الضلال، وظلمة الجهل وسوء الفعال؟!.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وصايا سيدنا الشيخ أحمد فتح الله جامي بزيارة قبل رمضان الماضي بحضور الشيخ محمد رجو محب الاحباب رسائل ووصايا في التزكية 5 03-14-2013 11:26 PM
قطب الأقطاب و الامام الهمام سيدنا الشيخ اسماعيل الهادفي قدس الله سره الهادفي السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 4 04-16-2012 02:10 AM
من كان ينشد بحضرة سيدي الشيخ محمد الهاشمي رحمه الله تعالى ‎ عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 7 01-16-2012 07:37 PM
الحاج عبدالرحيم ابن شيخنا الإمام محمد متولي الشعراوي إنتقل إلى رحمة الله عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 1 01-11-2012 12:05 AM
ترجمة مولانا الإمام الشيخ عبد القادر الجيلاني (قدس الله سره) هيثم السليمان تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية 5 03-15-2009 01:20 AM


الساعة الآن 08:58 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir