... تفكروا في قوله تعالى [ أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي ] هو بعلمه مع من ذكره ليس له جلوس ليس له قعود وليس له ذهاب وليس له إياب فهذه من لوازم الحوادث والله بريء من كل هذا ولذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام [ تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في ذاته ] فهذه الألفاظ كلها مؤول حتى ننزه ربنا جل جلاله عن مستلزما ت الحوادث وقد قال جل جلاله ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) المفسرون كلهم قالوا هو اقرب ألينا بعلمه كل هذا بعلمه هذه مسألة اعتقاديه مهمة وهو قوله جل جلاله أيضا ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ ) أين ؟؟ هو بعلمه معكم أينما كنتم وهذا قول جميع المفسرين رضي الله تعالى عنهم فهو جل وعلى بعلمه معنا يسمعنا ويرانا وفي عقيدتنا الحلول والاتحاد والتناسخ محال كله مرفوض ليس من عقيدة أهل السنة والجماعة آهل التناسخ يقولون إذا خرج روح الإنسان بعد موته فان روحه تدخل في مخلوق آخر إنسان أو حيوان هذا مرفوض ليس من عقيدة آهل السنة والجماعة لا نقبل به والإمام الرازي رحمه الله تعالى من كبار المفسرين عقيدته جيدة قال في تفسيره ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) قال هذا بيان لكمال علمه جل وعلا فلا يحجب عنه شيء والله جل جلاله اقرب بعلمه إلى العبد من هذا العرق الذي تفصله عن الإنسان اللحم والدم وغير ذلك .
اللهم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
علامات حسن الخاتمة الإيمان ألتحقيقي الإيمان الذي يبقى على اللسان فقط لا يفيد عند الغرغرة لو كان الدنيا كلهم ينقلبون عن عقيدتهم فان صاحب الإيمان التحقيقي يبقى على عقيدته وتوحيده لله جل جلاله لا يتغير ولا يتبدل هذا هو الايمان التحقيقي الذي يستعصي على السلب فلا يسلب
قبل أن نموت على كل واحد منا أن ينتقل من الإيمان اللساني إلى الإيمان ألتحقيقي علينا قبل أن نموت أن نتيقن بان الموت قادم وقبل إن نقوم من القبر بعد إن صرنا رميما واختلطنا بالتراب علينا ان نؤمن برجوعنا الى الجسم والى الحالة الاولى ونؤمن بالحشر هذا كله إيمان تحقيقي أكثر الكفار لا يؤمنون بالحشر وينكرونه بينما المسلم يؤمن بالحشر ويعتقد به وكأننا نعيش هكذا بعد الموت ولذا قال سيدنا علي رضي الله تعالى عنه لو كشف عني الحجاب ما ازددت إيمانا- الحشر جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوحي الحشر ثابت في القران الكريم كيف يتحول الإنسان من الإيمان باللسان الى الإيمان التحقيقي ؟ الذي يوصل إلى هذا الاعتقاد هو التمسك بالشريعة لان الشريعة نزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام كله في القران المبين الكريم والفقهاء الأربعة رضي الله عنهم استنبطوا الشريعة من القران الكريم والسنة النبوية الإمام مالك والإمام أبي حنيفة والإمام الشافعي والإمام ابن حنبل رضي الله عنهم استنبطوا أحكام الشريعة الحلال والحرام والجائز والواجب والذي يفتى به والذي لا يفتى به كل هذا استنبطوه من القران الكريم والسنة النبوية القران جاء من عند الله ليس من رسول الله عليه الصلاة والسلام هو بلغ عن الله هذه هي الشريعة الذي تمسك بالشريعة تمسك برضا الله جل جلاله رضا الله في الشريعة سنة الرسول عليه الصلاة والسلام من تمسك بها تمسك بمحبة الله ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) يكون محبوبا عند الله جل جلاله فاذا كان محبوبا عند الله خلص من عذاب الله ان شاء الله تعالى
والذي يتمسك بالشريعة وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ينتقل بكثرة الذكر وقراءة القران بالتدبر من الإيمان اللساني إلى الإيمان التحقيقي .. رأسنا روحنا متعلق بالشريعة الله تعالى ليس له يمين في الآية الكريمة ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) اليمين هنا مؤول بالقوة والقدرة والإرادة يأخذ باليمين جل جلاله الذي يؤول هذا يخلص من التشبيه ..