أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار      اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت      

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم منذ يوم مضى
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,227
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي أم لم يعرفوا رسولهم؟!

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد
نعى الله، تعالى، على قوم كذبوا رسولهم وهم يعرفونه حق المعرفة؛ فقال سبحانه: ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ﴾، يعرفون صدقه وأمانته وعفافه وزهده وكرمه وحلمه وشجاعته وكل أخلاقه العظيمة، ومثل من كان معروفاً كهذا لا ينكر ما يدعو إليه، فإنه يدعو إلى رُشد وهدى، فإن الإنكار إنما يُتأتى لمن لا يعرفه الناس بالفضائل والفواضل، أما من كان معروفاً بكل خصال الكمال والعظمة، فيجب أن يُصدق في دعواه الرسالة، لاسيما وقد أُيِّد بالمعجزات الباهرات القاهرات، فهذا الإنكار والتنكر أمر عجيب!

وفي الآية الكريمة دلالة على وجوب التعرف إلى صاحب الرسالة سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، فنحن لم نشاهد طلعته البهية، ولم نجلس مجالسه النبوية، ولم نغز معه، ولم نجاهد بين يديه حتى نعرفه، فلم يبق لنا سبيل إلى معرفته إلا من خلال قراءة سيرته وسنته لمعرفة شمائله وأخلاقه التي تشخصه لنا كأنه رأي عين، كما قال بعضهم:

أخِلاَّي ‌إن ‌شَط ‌الحبيب ‌وربعُه ... وعز تلاقيه وناءت منازلُه

وفاتكمُ أن تبصروه بعينكم ... فما فاتكم بالعين هذي شمائله

نعم هذه شمائله التي تقرأ في مجالس ذكرى مولده، عليه الصلاة والسلام، سواء في شهر ربيع أو في غيره من سائر الشهور، فيذكر فيها اسمه ونسبه وولادته ونشأته وصفاته الخَلقية والخُلقية وبعثته ودعوته وجهاده ومنزلته عند الله، تعالى، وعند أصحابه، وكل ما يتعلق بجنابه الشريف، وكل هذه الأمور هي السيرة النبوية، التي هي من سنته عليه الصلاة والسلام، التي كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يعلمونها أولادهم الذين لم يروا ما رآه أباؤهم، فيعلمونهم إياها كما يعلمونهم السورة من القرآن، كما قال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني رضي الله عنه: «كان أبي يعلمنا ‌مغازي ‌رسول ‌الله صلى الله عليه وسلم ويعدها علينا وسراياه»، ويقول: «يا بنيَّ هذه شرف آبائكم فلا تضيعوا ذكرها». يعلمونهم السيرة والشمائل والمغازي حتى يعرفوا رسولهم الذي أرسل إليهم وتشرفوا ببعثته، ليحبوه ويعزروه ويوقروه كما أمرهم الله تعالى، وحتى يتابعوه متابعة محب، وينالوا شرف المتابعة ومنزلة المحبوبية التي هي أعظم وسائل القربى لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال عليه الصلاة والسلام: «أنت مع من أحببت» هذه السيرة التي عجَّت بها المكتبة الإسلامية منذ القرون الأولى المفضلة، غير أنها حبيسة الأدراج لا يفتش صفحاتها إلا أقل القليل من الناس، وتنشأ الأجيال لا تعرف رسولها ولا منزلته عند ربه، فتعصف بها أمواج التفلت والانحراف.


*كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir