ضيف رمضان..ست خصال لصدقة الفجر


الشيخ سارية حكمت السيروان

حمداً لله العزيز الكريم القائل في محكم التنزيل: (الذين يُنفقونَ اموالَهُم بالليلِ والنهارِ سراً وعلانيةً فَلَهُمْ أجْرُهُمْ عندَ ربِّهمْ ولا خوفٌ عليهمْ ولا هُمْ يحزنون) –البقرة 274-

وصلاةً وسلاماً على نبيّه الرؤوف الرحيم الذي أرشدنا بحديثه الشريف «بَاكِروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّاها». ‏

وبعد: ‏

جعل الله الزكاة والصدقة طُهرةً للمال وتزكية له وتزكية للنفوس البشرية، فالطهارة والتزكية تحصلان بتصفية النفس من أرجاس البخل والطمع والقسوة، وجميع الخصال الذميمة التي تكون سبباً في إثارة التحاسد والتباغض والعدوان بين جميع الطبقات الاجتماعية. ‏

ومن فضائلها أنها غَرْسٌ لمشاعر الحنان والرأفة، وتوطيدٌ لعلاقات التعاون والألفة والمحبة، وصدق الله إذ يقول: (خُذْ مَنْ أَمْوَالهمْ صَدَقَةً تطهّرهُمْ وتُزكِّيهم بِهَا) –التوبة 103- ‏

وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «الصدقة نور» ويقول أيضاً: «عليكم بالصدقة، فإنّ فيها ستّة خصال، ثلاثة في الدنيا وثلاثة في الآخرة، فأما التي في الدنيا: فتزيد في الرزق، وتُكثر المال، وتَعْمُرُ الديار، وأما التي في الآخرة: فتستُرُ العورة، وتمرُّ ظلاً فوق الرأس، وتكون ستراً من النار». ‏

لذلك، وفي ظل هذه المعاني العظيمة، وكذلك ونحن في بداية شهر عظيم مبارك، نقول للقارئ الكريم:

‏

بادر أخي بالمبرَّات، وقمْ من الليل وبعد أن تؤدي صلاة الفجر جماعة، تفقّد فقيراً ومسكيناً، وأرملة ويتيماً، بهذه الصدقة العظيمة صدقة الفجر، التي تدفع عنك البلاء الكبير، وتكون حِصْناً لك من الأمراض، وبركة لك في حياتك وزيادة لك في رزقك وحِفظاً لأهل بيتك وذريّتك من المصائب، ويسراً لك في عملك وسائر أمورك. ‏

وأما في الآخرة فيكفيك أنّك تحت ظل عرش الرحمن في يوم يحتاج الخلق فيه لهذا الظل العظيم حيث قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: «سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه.. –وذكر منهم-.. ورجلٌ تصدّق بصَدَقَةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شِمَالُهُ ما تُنفقُ يمينُه». ‏

ثم لا تنسَ أخي القارئ أن تتفقد في صدقتك هذه من أقاربك الفقراء فهم أولى بها، لحديث النبي عليه الصلاة والسلام: «اليدُ العليا خيرٌ مِنَ السُّفْلَى وابْدأ بمَنْ تَعُولْ». ‏

وختاماً أبشّرك بدعاء الملائكة لك حيث ورد في الحديث: «ما مِنْ يومٍ يُصبحُ العبادُ فيه إلا مَلَكَانِ ينزلان فيقولُ أحدُهُما: اللهمَّ أعطِ منفقاً خَلَفا ويقول الآخر: اللهمَّ أعطِ ممسكاً تَلَفاً». ‏

وفّقنا المولى وإياكم لكل خير وبرّ والحمد لله رب العالمين ‏

‏