أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           
العودة   منتدى الإحسان > الصوتيات والكتب > المكتبة الرقمية

المكتبة الرقمية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي و الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-31-2009
  #9
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,220
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: تذكرة المحبيّن في أسماء سيّد المرسلين

فصل



"قال بعضُ العارفين، ممّن لاحت في قلبه أَنوارُ المحبّين:

محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبةٌ على الخلائق أجمعين؛ لأَنّ النفوس مجبولةٌ على حَبِّ مَنّ أحْسَن إليها، ومائلةٌ لمن رَحِمَها وأشْفَق عليها، وقد أحْسَن صلى الله عليه وسلم إلى العالَم بأسرِه، عُلويّه وسُفليّهِ؛ أرسله الله رحمةٌ للعالمين، وبشيراً نذيراً للخلائق أجمعين.

ومَنْ أحبّ شيئاً، أحَبّ ذِكْرَ أسمائِه، ومُشَاهدتَه، وكتب عنده شمائله وصفته، ونقش في قلبه صفته وصورته.

فلمّا أَنْ كمّل مولانا ــــ جل جلاله ــــ خَلْقه وخُلُقه، ورفعه على حضرة قُدسه، واصْطَفاه على الأَخيار من خِيرَةِ خَلْقه، واسكنَ محبّته في قُلوب المخلوقات، ورحم به الأَرَضينَ والسّموات؛ فنطق بحسن الثناء عليه الساكنُ والمتحرّك، والحيوانُ السّفليّ والعُلويّ والجماد، وخلقَ الله صورةَ مَنْ كَرَّمه من الإنسان وفَضّله على سائر العِبَاد، فجَعله على صورةِ الاسممِ المكتوب ليطمئنّ بالنظرِ إلى اسمه صميمُ الفُؤاد؛ فالميم من اسمه رأسُ الإنسان، والحَاء جَناحاهُ، والميم الثّانية بَطْنُه، والدال رجلاه.

ففيه إشارةٌ إلى أنّ الخلائق المكرَمين، كرّمهم مولاهم بأن خلقهم على صوره اسم الصادق الأمين، ليشاهدوا اسمَ شرف وجودهم وشمسَ سماءِ صُعودهم في كلّ وقتٍ وحين ولتكونَ هذه الصورةُ البشريّة في صعودِ الرّفعة وغايَةِ الاحترام، والصِّدق عن جمَيع الشَّيْنِ والانخرام.

فَمَننِ استحضَرَ ذلك من أَهلِ المحبّة، حَرّم على صورة الإنسان تسخيره وتحقيره، وأوجبَ عنده توقيرَهُ وتعظيمَهُ؛ كيف لا، وهو يشاهد صورةَ اسم حبيبه في شكله، وصفةَ مَنْ وُجِدت الكائنات من أجله؛ بل ومَنْ أزال الله الحجابَ عن بصيرته، وراقب مَنْ رأى بصرُه من الصُّورة في شكلهِ، حَمَلَهُ التّعظيمُ والإجلال لصورةِ اسممِ حَبيبِ الله أن يُراقِبَها، وأن يمنعَ نَفْسَه من المُخالفات فَيُقَدَّرَها قَدْرَها، وأن يُحافِظَ على نفس هذه الصُّورة في قلبِه مخافة أَن تزول، ويطلبَ من المولى ثباتَ قلبه على دِينه ويسألَه القبول؛ فإنّ القَلْبَ إذا مُسِحَت منهُ الصُّورة المحمدية، وذَهبت منه البركةُ النّبوية امتسخت الصُّورة الظّاهرة (12ب) من الإِنسان، وذهَب عَنْهُ من مولاه الأمان، ودخل في دائرة الخِزْيِ والامتهان، ولذا جاءَت صُورةُ الكافر في جَهَنَّم على أَقْبح شكل ومَنْظر، وللنّاظر فيها اتّعاظٌ ومُعْتَبَر، فلا يُمْتَهَنُ ويخْزَى حتّى تُمْسَخَ صُورَتُهُ الظّاهرة كمَا مُسِخَت صُورَةُ قلبهِ البَاطِنَة؛ وأَمّا سكان دار النَّعيم والإِكرام ومحلّ التَبْجِيل لعبادِ اللَّهِ والاحْتِرام فَكُلُّهم على صُورة نَبِيّنا مُحَمّد صلى الله عليه وسلم.

فأَهْلُ الجَنّة ــــ جَعلنا اللَّهُ مِنهم ــــ كُلّهم على صُورةِ اسْمِه لإكرامِه عندَ رَبّه، فيها يُنَعَّمُون؛ وأهلُ النّار ــــ أَعاذَنا اللَّه منها ــــ تُمْسَخُ مِنهم تلكَ الصُّورةُ حَفْظاً لها من الإهانَة، فبعدَ زَوالها يُعَذَّبُون.

فتذكَّرُوا ــــ رَحِمَكُم اللَّهُ، وزادَنِي وإيّاكم حُبّاً في حَبيببِ اللَّهِ ــــ أسرار مَولانا جلَّ جلالُه في حَبِيبه. وأَظْهِرُوا حُبَّهُ بِكَثْرَةِ الصَّلاةِ عَليه يُدْخِلْكُم يَوْمَ القِيامةِ تحتَ ظِلّ عَرْشِه وظَليله.

هذا الاسمُ الكريمُ شرَفُه وبركتُه وكرمُه ورحمتُه تابعةٌ لِمُسَمّاه؛ فكَما أنّ مُسَمّاه ببركتِه ورحمتِه وشرفِه أَنارَ اللَّهُ جميعَ الكائناتتِ، فكَذلكَ اسْمُه ببركتهِ وشَرَفِه أَظهرَ اللَّهُ في العالَمِ كُلِّه البَركات.

وقد أكثَر الغَّواصُون في بحارِ مَحبْتهِ، المُشتاقون إِلى سَماع لَفْظهِ ورُؤيته، في إظهارِ ما كَمَنَ وخَفِيَ في هذا الاسممِ العَظيمِ من الأسْرارِ، وما اسْتَتر في طيِّ أَحْرُفهِ ما فيهِ للعَالَمين اعْتِبار.

فَشَمَّرُوا عن سَاقِ جِدّهم، وبالَغُوا في الغَوْصِ حَتّى خَرجُوا عن حَدّهِم، وشَرِبُوا من مَاءِ المَحبّةِ عَلى قَدْرِهم، وأَلَّفُوا التّواليفَ العَظيمةَ الشان، والرَّفيعةَ المَكانِ، ومَع هذا ما ظهرَ لهم بعد الفُتوح إِلا نُقطَةٌ من سِرّ أَسرار اسم الحَبيب، وما أُشير لَهُم إلاّ برَمْزَةٍ فَهِمَها منهمُ الفَائِقُ النُّجِيب، وما خَفِي من كُنوزِ أسرارِه لا يُحيط به إلاّ واهِبُه الخَبير الرّقيب." اهـ




__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد فى موقع ولادة خاتم المرسلين بمكة عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 3 11-30-2016 10:07 PM
الله شائك ان تكوني فينا أما لخير المرسلين حنونا أبو أنور المواضيع الاسلامية 7 04-22-2010 04:26 PM
تسييد سيد المرسلين هبة الله المواضيع الاسلامية 4 06-16-2009 07:46 PM
تذكرت الوقوف أمام ربى نوح الانشاد والشعر الاسلامي 3 03-29-2009 11:43 PM
أسماء المدينة عبدالقادر حمود المقدسات الاسلامية 6 03-25-2009 12:46 AM


الساعة الآن 10:02 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir