يا من وطينة آدم في مائها = مخمورة لك بالنبوة مظهـر
أستر عظيم كبير ذنبي رحمة = فنداك أعظم والعناية أكبـر

أصبحت عيناً في مقام نيابتـي = عمن فنيت به وغبت بمشهدي
ودعيت في الأكـوان فـرداً واحـداً = والحـق أعـدل شـاهـد بتـفـردي

لما حضرت على بساط شهودي = أدركت ذوقاً كيف غاب وجـودي
وفهمت من طور الحضور تحققي = في مشهـدي بعبـادة المعبـود
فهجـرت ذرات الوجـود لأنهـا = تفنى وطبت بحضـرة الموجـود

لما رفعت على بـرج الضحـى علمـي = علت إلى منتهى قاب العـلا هممـي
وقـام بـي رونـق العـرفـان واشتمـلـت = علـى رقائـق أحكـام النهـى شيمـي
فصح لي مشهدي فـي طـور مرصـده = علما وما زال بي في مذهبي قدمي
وصرت ضمن الخفا قطب الظهور ولي = سهـم التحـدث بـيـن الـقـوم بالنـعـم
من لاذ بي بات مأمون الجناب علـى = بـسـاط تكـرمـة فــي حـضــرة الـكــرم

إن باديـك الــذي أكننـتـه = هو باد ظاهـر فـي خاطـرك
أجـل قلبـاً فــي حمـانـا = إننا نحن قمنا بالذي في خاطرك