وتسميته
بهذا الاسم الكريم واتصافَه
بالخُلق العظيم، أنْ يتخلّق بأخلاقِه الكريمةِ، ويتشَبَّه بصفاتِه العظيمة
.
هذه السّيدة الطّاهرة أُمُّ المؤمنين لأنَّ القُرآن كلامُ الله، جَعل الله فيه للخلائق المنافعَ الدُّنْيَويّة والأُخرويّة، وجعله نوراً يستضيء به العالِمُ، ويَهتدي به الجاهِلُ وظهوراً بهِ الكامِنُ الخامِل، وبركةً شاملةً، ورحمةً عامّةً وشفاءً لما في الصُّدور، ونَجاةً من عذابِ القُبور وهَوْلِ يوم النُّشور: وفارقاً بين الحقّ والباطل، ودامغاً للغبيّ الجاهل وواعظاً ناطقاً، ولساناً صادقاً، وآمْراً (16أ) بالمعروف، ناهياً عن المنكر، ومُبَشّراً ونذيراً، ومُذَكّراً وتَذكيراً؛ إلى غير ذلك من صفاته الكريمة وخُطوبه الجَسيمة.
.
في أقواله وأفعاله، على قدر جهده وطاقته، ووفى من نفسه لربّه، وترك الدُّنيا خلف ظهره، وعمل فيما علم بِعلمه، وأنْصَف الخلائقَ من نفسه، فأطعمَ جائعهم، وكسا عارِيَهُمْ، وعَلّم جاهلهم، وبذَلُ نُصحه لهم، وتَحمّلَ أذاهم، وتواضَع معهم، وعَدل فيما بينهم، وأَوفى وَعْدَهُم، وأنْذَرهم وبَشْرهم، وأدخَل عليهم السُّرور، وأذهبَ عنهمُ الشّرور، وحذّرهم عواقبَ الأُمور، وأحسَن إليهم، وعفا عنهم، وتَرك إذايتهم، (16ب) وسالمهم في أموالِهم وأعْراضِهم ودمائهم، وأعطاهم مالَهم. ورأى لنفسِه ما يرى لهم؛ ويبلّغُ حاجتَهُمْ ويقضي مآربهم، ويمحُو نفسَه ويترك الانتصار لها، ويهضمُهَا ويحتقر عملها ويغلب في صحّتِه خوفَها، ويُؤْثِرُ عليها؛ فإذا سلك المتخلّق الطريقَ النبويّة؛ واتَّصف بصفاتِ خير البريّة
جاءت الفُتوحاتُ الربّانيّة.
، وصَيَّرني وإيّاك من الواقفين ببابه ــــ كيف جعل الله تعالى حصولَ محّبته لأوليائه موقوفة على محبّته
واتباع سنته
، وينتهي الأمر بالمحبّ له
محبّةً صادقة أن يُكْتَبَ اسُمه في ديوان المحبّة مع أحبابه.
، وحبيبِ علاّم الغُيوب
؛ فإنّ ذكرك له
نافِع، ويجده المُذنبُ الذاكر له
شافعاً.
، ووصولَه إلى مرغوبه
، إذا فارق رُوحُه العالمَ (17أ) السُّفليّ، والتَحق بالعالَم العُلويّ، فيشاهد منزلتَه، ويعرف عند الله مكانتَه. وما دام حيّاً يخافُ على نفسِه أن لا يكونَ عند ربّه مقبُولاً، ولا يعتقد أنّه فاضلٌ بل يرى شخصَه مفضُولاً.
، ووقوفهما عند حُدود علاَّم الغُيوب
، ومع هذا تعاهَدا فيما بينهما أنَّ المقبولَ منهما عند مولاهما يشفع في صاحبه.
، وهديهم بطريقته
دارَ كرامته، زادَنا اللَّهُ تصديقاً بكراماتِ أوليائه، وجَعلنا بِحْرمةِ نبيّه
في حزب أَصفيائه.
، حَذْفتُه لدقّته عن الأفهام، ولوقوع مثلي وأنظاري، في كثير من الظنون والأوهام." اهـ
ــــ أعادَ الله علينا من بركاتهم، وسَقانا من كأس محبّتهم ــــ وهو من أحسننِ التّجامِس وأجلّها، ورأيتُ مكتوباً من خَطّ الشيخ وليِّ الله محمّد المزدوري ــــ رَحِمَهُ الله ونفعَ به ــــ ما نصُّه، ويُطلَب مِن المُحِبِّ حفظُه:
، وطلعت في سماء رفعتهم من أنوار محبته في كل حين وزمان شموسٌ وأقمار.
في حضرة محبته، فبِالجِنان يتنعمون، لاَهِجِين بذكره إخواناً على سُرُرٍ مُتَقابلين، لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ وهُم فيها مُخَلَّدون.
وشرّفَ وكرم
] لإكرامِه عندَ رَبّه، فيها يُنَعَّمُون؛ وأهلُ النّار ــــ أَعاذَنا اللَّه منها ــــ تُمْسَخُ مِنهم تلكَ الصُّورةُ حَفْظاً لها من الإهانَة، فبعدَ زَوالها يُعَذَّبُون. | مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| تسييد سيد المرسلين | هبة الله | المواضيع الاسلامية | 5 | 09-26-2025 06:36 PM |
| جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد فى موقع ولادة خاتم المرسلين بمكة | عبدالقادر حمود | المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي | 3 | 11-30-2016 10:07 PM |
| الله شائك ان تكوني فينا أما لخير المرسلين حنونا | أبو أنور | المواضيع الاسلامية | 7 | 04-22-2010 04:26 PM |
| تذكرت الوقوف أمام ربى | نوح | الانشاد والشعر الاسلامي | 3 | 03-29-2009 11:43 PM |
| أسماء المدينة | عبدالقادر حمود | المقدسات الاسلامية | 6 | 03-25-2009 12:46 AM |
جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها