
يوميات حاج
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الــحــمــدلـــلـــه عــــلـــــى آلائــــــــه والــشــكــر لــلـــه عــلـــى نـعــمــائــهِ
ثـــم الــصــلاة والــســلام الـســرمــدي عـلــى الـنـبــي الـمـصـطـفــى مـحــمــدِ
وآلــــــــه وصـــحـــبــــه الـــــكـــــرام عــلـــى مـــــدى الأيـــــام والأعـــــوام
وبـاســمــك اللهم يــــارب الـحــجــيــج نـبـدأ بـالـمـسـيـر فـي الـركـب الـبـهـيـج
الــيــوم الـثــامــن مــــن ذي الــحــجــه
أحـرمـت فـي الـثـامـن مـن ذي الـحـجــه مــلـــبـــيـــا لـــربـــنــــا بـــحــــجــــه
بـعــد اغـتــســال وصـــلاة ركـعـتــيــن وفـــــــــي إزار ورداءٍ أبـــيـــضـــيـــن
وقــــص أظــفـــار وأخـــــذ الــشــعَـــرِ والـطـيـب فــي الأعـضــاء لا فــي الأُزُرِ
ثـــــم اتــجــهـــت لــمــنـــى مــلــبــيــا مـــهـــلـــلا مـــكـــبــــرا وداعــــيـــــا
وفــــي مـــنـــى صــلــيـــت بــإتــمـــامِ فـــي مـســجــد الـخــيــف مـــع الإمـــامِ
ظــهــرا وعــصــرا مـغــربــا عــشـــاءَ صــلــيــتــهــا فــــــي وقـــتـــهـــا أداءَ
لــكــن مـــع الـقــصــر لـــذات الأربـــعِ مــقــتــديــا بــالــشــافــع الــمــشــفــعِ
ولـيــلــة الـتــاســع بِـــتُّ فـــي مــنـــى مــؤمــلا مـــن ربــنــا نــيــل الــمــنــى
يـــوم الـتــاســع مـــن ذي الـحــجــة
بـعـد صـلاةِ الـصـبــحِ فــي جـمـاعــهْ تــقـــربـــاً لـــربـــنـــا وطــــاعــــهْ
ثـــم اعـتـكـافــنــا إلــــى الإشــــراقِ ثـم الـضـحـى يُـجْـزِي عـنِ الإنـفــاقِ
إِتَّـجَـهَ الـمـوكـبُ فــي وقــتٍ بـهـيــجْ لـعـرفـاتٍ كـنـتُ فـي ركـبِ الـحـجـيـجْ
وفـــي نَــمِــرَةٍ أُنِـيْــخَــتِ الْــمُــطِــيْ سـنـةُ طـه الـمـصـطـفـى خـيـرِ نـبــيْ
إذْ ضُــرِبَـــتْ خـيــمــتُــهُ بــنــمـــرهْ ومــعــهُ تــلــكَ الــوجــوهُ الــنــيــرهْ
وثَــــمَّ أديــــتُ صـــــلاةَ الــظــهـــرِ والـعـصـرِ جـمـعـاً لـهـمـا بـالـقـصــرِ
ثـــــــم دخـــلـــنـــا عــــرفــــاتِ اللهِ فـي مـوكــبٍ مــن الـحـجـيــجِ زاهــيْ
وضــجَّــتِ الأصــــواتُ بــالــدعــاءِ لــــلــــه ربِّ الأرضِ والـــســـمـــاءِ
ولــم يـزالــوا فــي الــدعــاءِ هــكــذا وكـــلـــهـــم تـــضـــرعـــوا ذاكَ وذا
حـتـى تـوارتْ شـمــسُ يــومِ عـرفــهْ لــلـــه مـــــا أيــمــنـــهُ وأشـــرفـــهْ
وقـــد تـجــلَّــى ربُّــنــا بـالـمـغــفــرهْ كـلُّ الـوجـوهِ بـالـمـنـى مـسـتـبـشـرهْ
وعــــدٌ مــــن اللهِ عــلـــى لـــســـانِ نــبــيـــهِ امــبــعـــوثِ بــالـــقـــرآنِ
هــو الـنـبــيُّ الـصــادقُ الـمــصــدقُ عـنــهُ يــقــولُ ربُـــهُ ((مـايـنــطــقُ))
فـالـحـمــدُلــلــهِ عــلـــى إفــضــالِــهِ والـشــكــرُ لــلـــهِ عــلـــى نــوالِـــهِ
ثُــــمَّ أفــــاضَ الــمــوكــبُ الــنُّــوْرَانِـــيْ مـسـتــبــشــراً بـالــعــفــوِ والــغــفـــرانِ
وَوَصَــــلَ الـــركـــبُ إلـــــى مــزدلــفـــهْ قــلــوبُـــهـــم راضــــيــــةٌ مــؤتــلـــفـــهْ
مـنـهـم مَـنِ امْـتَـطَـى ومـنـهـم مـن مـشـى ومـغــربــا صــلــوا بــهــا مـــع الـعــشــا
جـمـعــا وقـصــرا ثــم مـالــوا لـلـهـجــوعْ حـــتـــى إذا آَذَنَ فـــجــــرٌ بــالــطــلـــوعْ
إسـتـقـبــلُــوا الـعــاشــرَ يـــومَ الــنَّــحْــرِ وبـــــــــدأوهُ بـــــصـــــلاةِ الـــفــــجــــرِ
يــــوم الــعــاشــر مـــــن ذي الــحــجـــة
لــهــجـــتُ بــالــدعـــاءِ والاســتــغــفــارْ بـالـمـشـعــرِ الــحــرامِ حــتــى الإســفــارْ
ثــــم الـتــقــطــتُ حــصــيــاتٍ تــكــفـــيْ واخـتــرتُــهــا كــحــصــيــاتِ الـــخـــذفِ
ثــــم أفـــضـــتُ مـــــعَ مـــــنْ أفـــاضـــا إلــى مـنــى حـيــثُ الـحـجـيــجُ ارْتَــاضَــا
حــتــى إذا انـتــهــتْ بــنــا الـمــســيــرهْ إلــــى مــنـــى فــــي رحــلـــةٍ مــنــيـــرهْ
أولُّ مــاقــمــنـــا بـــرمــــيِ الــجـــمـــرهْ وحــلــقِ رأسٍ بــعـــدَ أخــــذِ الــشــفــرهْ
لــذبـــحِ هــــديٍ هـــكـــذا بـالــتــرتــيــبْ مــن لــم يـرتــب مـــا عـلــيــهِ تـثْــرِيــبْ
إذْ خَــاطَـــبَ الـــرســـولُ طَـــيِّـــبُ الْأَرَجْ مَـنْ خَـالَـفَ الـتـرتـيـبَ إفْـعَـلْ((لا حـرجْ))
وبــعــدَ غُــسْـــلٍ ثُــــمَّ مــــسِّ الــطِّــيْــبِ فــــي يــــومِ عــيـــدٍ بــاســـمٍ رحـــيـــبِ
بــنــعــمــةٍ مـــــن ربِّـــنـــا وتــوفـــيـــقْ طـفــتُ بـحـمـدِلـلــهِ بـالـبـيــتِ الـعـتــيــقْ
طـــــوافَ ركـــــنٍ وســعــيـــتُ بـــعـــدهُ حـــمــــداً لـــربــــي لاأَمُــــــلُّ حـــمــــدَهُ
وعـــــودةٌ إلــــــى مـــنــــى تــلــزمُــنـــا لــلــهِ مـــا أحــلــى الـمــبــيــتَ بــمــنــى
الـــيـــوم الـــحــــادي عـــشــــر
ووقـتُ ظـهـرِ يـومِـنــا الـحــادي عـشــرْ يـدخــلُ وقــتُ الـرمــيِ فَـــارْمِ بــحــذرْ
وقــد رمــيــتُ بــادئــاً بـالـصــغــرى وبـعـدهـا الـوسـطـى تـلـتـهـا الـكـبــرى
والأولــيـــانِ ســنـــةٌ بــعــدهــمــا أن تــدعــوَ اللهَ فــقـــفْ عـنــدهــمــا
وقَـــرَّ فـــي مــنــى وأدِّ الــصــلــواتْ قـصـراً بـلا جـمـعٍ تـفــزْ بـالـحـسـنــاتْ
وبِـتْ بـهـافـي لـيـلــة الـثـانــي عـشــرْ مـقـتـديـاً بـالـمـصـطـفـى خـيـر الـبـشـرْ
الـيـوم الـثـانـي عـشـر والـثـالـث عـشــر
بـعـد زوالِ الـشـمـسِ فـي الـثـانـي عـشــرْ بــدأتُ بـالـصـغــرى وبـعـدهــا الأُخَـــرْ
رمــيــتُ كـــلَّ جــمـــرةٍ بــســبــعِ مـبـسـمــلاً مـكـبــراً فـــي الـجــمــعِ
مــنْ شــاءَ نـفــراً بـعـدهــا تـعــجَّــلْ لاإثـــمَ أوْ شــــاءَ الــتــمــامَ أَجَّــــلْ
وقـــد تــأخــرتُ بــهــا مـقـتـفــيــاَ سـنـةَ خـيــرِ الـرسْــلِ خـتــمِ الأنـبـيــا
ثــــم رمــيـــتُ ثــالـــثَ الأيـــــامِ والـحـمــدُلــلــهِ عــلـــى الــتــمــامِ
وبــعــدهــا الـــطـــوافُ لـــلـــوداع ِ حـمــداً لـربِّـنــا مـجــيــبِ الــدَّاعِــيْ
وزاد شــوقُــنــا إلــــى الـمــديــنــهْ لـطـيـبــة تـمـلــؤهــا الـسـكـيــنــهْ
حــتــى إذا لاحـــت لــنــاآطـامُــهــا وابـتـسـمــت يـاحـبــذا ابـتـسـامُــهــا
تـهـلَّــل الـوجــهُ ســـروراً وابـتــهــجْ واكـتـحـلـتْ بـالـقـبـةِ الـخـضـرا الـمـهـجْ
ركـعــتُ فـــي الــروضــةِ ركـعـتــيــنِ خـفـفـتُــهــا لــكــنْ بـســورتــيــنِ
وبـعـدهــا وقـفــتُ فــي الـمـواجــهــهْ حـفَّـتْ بـنــا الأنــوارُ مــن كــل جـهــهْ
مـسـلـمـاً عـلـى الـنـبـيِّ الـمـصـطـفــى طـوبــى لـمــن تـجـاهَــهُ قــد وقــفــا
حـيـيــتُــهُ تـحــيــةً لــــم يُــنْـــهَ عـنـهــا فـحـيَّـانــا بـخـيــرٍ مـنــهــا
ثــم يـمـيــنــاً مِــلْــتُ خـطـوتــيــنِ مـسـلـمــاً ثَــمَّ عـلــى الـشـيـخــيــنِ
ثــــم دعــــوتُ اللهَ جــــلَّ وعـــــلا وظَـنُّــنــا فـــي ربــنــا أن يـقــبــلا
ثــــم إلــــى زيــــارة الـبــقــيــعِ ومــن بــه مــن جــيــرةِ الـشـفــيــعِ
بـعــد الـبـقـيــعِ قــد قـصــدتُ أُحُـــدَا مـسـلـمــاً عـلــى جـمـيــعِ الـشـهــدا
نِـعْـمَ الـكــرامُ الـغُــرُّ هــم أهــلُ الـوفــا لا سـيـمــا حـمــزة عــمّ الـمـصـطـفــى
ثــم إلــى قــبــا مــنــار الـهــجــرهْ فــيــه صـــلاةٌ كــثـــوابِ عــمـــرهْ
يـــا حــبــذا مــديــنــةُ الــرســـولِ فــي أرضـهــا قــد طــابَ لــي نـزولــي
رتـعــتُ فــي روضـاتـهــا الـمـحـبَّـبــهْ وكــم بـهــا مــن ذكــريــاتٍ طـيِّــبــهْ
إن لَـمْ نَـطِـبْ فـي حـيِّـهـا أيــنَ نـطـيــبْ حـبـيـبُـنـا فـيـهـا فـيـا نـعـم الـحـبـيـبْ
عـلــيــهِ صــلــى ربُّــنــا وسـلــمــا مـامــنــشــدٌ بــمــدحــهِ تــرنَّــمــا
وآلــهِ الأطـهــارِ والـصــحــبِ الــكــرامْ والـحـمـدُلــلــهِ بِــبِــدْءٍ واخْــتِــتَــامْ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات