
أخي الحبيب حاملَ الهاتف الجوَّال:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فيقول سيدي سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه, هذا الرجل الصالح الذي لم يعرف له نظير في وقته في المعاملات والورع:
كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم في الليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوَّار, فقال لي يوماً:
ألا تذكر الله الذي خلقك؟
فقلت: كيف أذكره؟
فقال لي: قل بقلبك عند تقلُّبك في فراشك ثلاث مرات, من غير أن تحرِّك به لسانك: (الله معي، الله ناظرٌ إليَّ، الله شاهد عليَّ).
فقلت ذلك ثلاث ليال، ثم أعلمته، فقال لي: قل في كل ليلة سبع مرات. فقلت ذلك ثم أعلمت، فقال: قل في كل ليلة إحدى عشرةَ مرَّة، فقلت ذلك، فوقع في قلبي له حلاوة.
فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علَّمتك، ودُم عليه إلى أن تدخل القبر، فإِنه ينفعك في الدنيا والآخرة.
فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لها حلاوة في سرِّي.
ثم قال لي خالي يوماً: يا سهل، من كان الله معه، وهو ناظر إليه، وشاهدُه، أيعصيه؟ إيَّاك والمعصيةَ.
أقول: يا إخوتي في الله, نحن بأمسِّ الحاجة إلى هذه الكلمات أن تصحبنا حتى ندخل قبرنا: الله معي, الله ناظري, الله شاهدي, لأنه لا يحجب العبد عن المعصية إلا مراقبته لله عز وجل القائل في كتابه العظيم: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}, والقائل: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ الله يَرَى}, والقائل: {إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.
يا إخوتي تذكَّروا قول الله تعالى: {أَحْصَاهُ الله وَنَسُوهُ وَالله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد}.
تذكَّروا قول الله عز وجل: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.
تذكَّروا قول الله عز وجل: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وَالله رَؤُوفُ بِالْعِبَاد}.
أخي الحبيب حاملَ الهاتف الجوَّال:
كلَّما نظرت في جوَّالك وما فيه من رسائل وصور ومقاطع فيديو فقل: الله معي, الله ناظري, الله شاهدي.
أخي الحبيب حامل الجوال:
تذكر أن لك محارم من أمٍّ وأخت وعمة وخالة وزوجة وبنت, فاتَّقِ الله في أعراض الناس.
أخي الحبيب حامل الجوال:
اجعل جوَّالك وسيلة خير, لا وسيلة شر, لتسعد في الدنيا قبل الآخرة, فأنا والله لك ناصح أمين.
أخي الحبيب أخيراً: أرجوك الدعاء لي ولك في حسن الختام
__________________
محب الصالحين