دمشق ابكي كهطال الغمام ... لفقد إمامنا الحبر الهمام
لقد كان الضياء وكان شمسا ... وكان البدر في وسط الظلام
فكم من منبرٍ قد كان فيه ... يقود الناس دوما للأمام
أيا بوطي لم ترحل فانا ... لنهجك سيدي أهل الذمام
رشفنا منك ما أحيا قلوبا ... كلامك سيدي أحلى الكلام
أتاك الزهد يطلب منك درسا ... لكن النفس عن عشق الحرام
تقول الحق لا تخشى رعاعا ... من الجهال إخوان البهام
وقفت مواقفا كم قلت كلا ... لأمريكا وللقوم اللئام
ولم تك سيدي للظلم عونا ... لصهيون رفضت فكنت سامي
إمام الشام تبكيك الروابي ... وتبكيك السهول مع الاكام
وتبكيك المنابر في دمشق ... ويبكيك الجماد وكل نامي
شهيدا قد مضيت وكنت فينا ... سراج العلم عشت على الدوام
فموتك سيدي في الدين ثلم ... وجرح انه في القلب دامي
إمام الشام إن قتلوك ظلما ... بمحراب الصلاة بأرض شام
ففي المحراب قد قتل المفدى ... حبيب المصطفى بدر التمام
ألا تبت يد الإرهاب تبت ... أيادي الشر أشباه النعام
يد الإرهاب في المحراب طاشت ... لتسفك في الورى داعي الوئام
وحول البدر قد كانت نجوم ... تشع النور في ارض الكرام
ألا يا لعنة بالله سيري ... على المفتي بقتل للإمام
وفي الأخرى أراه في عذاب ... وفي الدنيا يُنكل بالجذام